الخميس، 25 أغسطس 2016

الغنى سبب والفقر نتيجة

الكاتب البريطاني الراحل كريس هارمن له عدة مؤلفات، من بينها كتاب "كيف تعمل الماركسية" الذي صدرت له 6 طبعات، أولها في عام 1979 وآخرها في عام 2000. يقدم في كتابه شرح مبسط لمبادىء الماركسية، وأسباب التدهور الإقتصادي والإجتماعي والسياسي في المجتمعات. تطرّق في الفصل الأول لسبب حاجتنا للنظرية الماركسية. أقدمها على شكل ترجمة ثانوية معدّلة ومُبسطة، ويذكر فيها الكاتب حسب قراءتي للفصل الأول للكتاب الأصلي بالإنجليزية، والترجمة الأولى بالعربية.

لماذا نحتاج للنظرية الماركسية؟ فيما نحتاج لتلك النظرية؟ نحن نعلم أن هناك أزمة إقتصادية وإجتماعية وسياسية، ونحن نعلم أن أصحاب العمل ينهبوننا، وأننا غاضبون جميعاً، وأننا بحاجة إلى حلول. أما غير ذلك فلندعه للمثقفين. كثيراً ما تسمع كلمات كهذه من الدعاة للإشتراكية. ويتم دعم وتشجيع مثل هذه الآراء بكل قوة من جانب أعداء الإشتراكية، الذين يحاولون إعطاء الإنطباع بأن الماركسية هي "تعاليم غامضة ومعقدة ومملة". إنهم يقولون أن الأفكار الاشتراكية "غير قابلة للتطبيق". قد تبدو هذه الأفكار "جيدة نظرياً"، أما على أرض الواقع فإن المنطق السليم يخبرنا بشيء مختلف تماماً. تكمن مشكلة هذه الأطروحات في أن أصحابها عادةً ما تكون لهم "نظرية" فعلاً، حتى وإن كانوا يرفضون الإعتراف بذلك. اسألهم أي سؤال عن المجتمع، وستجدهم يحاولون الإجابة بتعميم أو بآخر. وإليك بعض الأمثلة: "الناس أنانيون بطبعهم"، "أي شخص يستطيع الوصول إلى القمة إذا حاول بجهد كافي"، "لولا الأغنياء لما كانت هناك نقود لتوفير العمل لنا"، "لو أننا فقط استطعنا تعليم العاملين، سيتغير المجتمع"، " تدهور الأخلاق هو الذي أوصل البلاد لما هي عليه اليوم". أنصت لما يقال في الشارع  أو أماكن العمل، وستسمع العشرات من هذه الأقوال، التي يتضمّن كلٌ منها رأياً حول أسباب الحالة الراهنة للمجتمع وكيفية تحسين الناس لظروفهم. إن مثل هذه الآراء ليست سوى "نظريات" حول المجتمع. فعندما يقول الناس بأنهم لا يملكون نظرية معينة، فإن ما يعنونه في الواقع هو أن آرائهم ليست واضحة. إن ذلك خطير بشكل خاص بالنسبة لمن يحاول تغيير المجتمع. فجميع وسائل الإعلام يحاولون ملء عقولنا باستمرار بتفسيرات لحالة المجتمع المضطربة. هم يأملون أن نقبل بما يقولونه دون أن نفكّر أكثر حول القضايا نفسها، إلا أنك لا تستطيع أن تحارب بفعالية لتغيير المجتمع إلى الأفضل، ما لم تتعرف على ما هو خاطىء في تلك الأطروحات المختلفة. ظهر ذلك لأول مرة قبل 170 سنة. ففي ثلاثينات وأربعينات القرن التاسع عشر، أدى نشوء الصناعة في مناطق مختلفة مثل شمال غرب إنجلترا إلى دفع مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال للعمل مقابل أجور بخسة. وكان عليهم تحمّل ظروف معيشية بائسة بشكل يستعصي على التصديق، وبدأ هؤلاء بالنضال ضد تلك الأوضاع. مع ظهور أول منظمات عمالية جماهيرية "نقابات"، والتي كانت في بريطانيا مهد الثورة الصناعية، وهي الحركة الشارتية (أول حركة من أجل الحقوق السياسية للعمال). سرعان ما ظهرت مشكلة في كيفية تحقيق الحركة العمالية لأهدافها. حيث قال بعض الناس إنه من الممكن إقناع كبار المجتمع ومن يتحكمون به بالتغيير من خلال الوسائل السلمية. فمن شأن "القوة المعنوية" لحركة سلمية جماهيرية أن تكون كفيلة بإعطاء مكاسب للعمال. وقد قام مئات الآلاف من الناس بتنظيم أنفسهم والتظاهر والعمل من أجل بناء حركة على أساس تلك الآراء، لكي يواجهوا في النهاية الهزيمة والإحباط. في جانب آخر، اعتقد آخرون أنه بإمكان العمال تحقيق أهدافهم عن طريق الفعل الإقتصادي، دون مواجهة الجيش والشرطة. مرة أخرى أدت أفكارهم لنضالات جماهيرية، حيث شهدت إنجلترا في 1842 أول إضراب عام في العالم، وقد وقع في المناطق الصناعية في الشمال، حيث ثابر عشرات الآلاف من العمال على الإضراب لأربعة أسابيع، إلى أن أجبرهم الجوع والحرمان على العودة للعمل. وبقرب نهاية المرحلة الأولى من النضالات العمالية المهزومة، أقدم الألماني كارل ماركس على طرح أفكاره مُكتملة في كتيبه "البيان الشيوعي". لم تأت أفكاره من العدم، بل حاولت أفكاره توفير أساس للتعامل مع كافة الأسئلة التي أثارتها الحركة العمالية في ذلك الوقت. إن الأفكار التي طرحها ماركس لا تزال صالحة إلى غاية يومنا هذا. من الحماقة القول، كما يفعل بعض الناس، بأن هذه الأفكار قد عفا عليها الزمن لأن ماركس كتبها قبل 150 عام. فالواقع أن كافة الأفكار التي جادلها ماركس حول المجتمع ما تزال موجودة وواسعة الإنتشار للغاية. لم يكن ماركس أول من حاول وصف مشكلات المجتمع. ففي الوقت الذي كان يكتب فيه، كانت الإختراعات الجديدة في المصانع تخلق ثروة على نطاق لم يكن بوسع الأجيال السابقة أن تحلم به. ولأول مرة بدا أن الإنسانية لديها وسائل للدفاع عن نفسها ضد الكوارث الطبيعية التي كانت جلاد العصور السابقة. ومع ذلك فإن هذا لم يعني أي تحسّن في حياة غالبية الناس. بل على العكس تماماً، كانت حياة الرجال والنساء والأطفال الذين عملوا في المصانع الجديدة أسوأ بكثير من حياة أجدادهم الذين كانوا يكدحون في الأرض. فأجورهم كانت بالكاد تبقيهم بحد الكفاية، في حين كانت موجات البطالة الواسعة تدفع بهم تحت هذا الحد. كانوا يُحشرون في أحياء بائسة وقذرة تفتقد للشروط الصحية السليمة، حيث يتعرّضون لأوبئة بشعة، وبدلاً من أن يؤدي تطور الحضارة إلى السعادة والرفاهية العامة، فإنه كان يخلق بؤساً أكبر. لم يلحظ ذلك ماركس فقط، وإنما بعض المفكرين الآخرين في تلك الفترة أيضاً، مثل الشاعرين الإنجليزيين بليك وشيلي، والفرنسيين فورييه وبرودون، والفيلسوفين الألمانيين هيجل وفيورباخ. أطلق هيجل وفيورباخ وصف "الإغتراب" على الحالة البائسة التي وجدت الإنسانية نفسها فيها، وهي كلمة لا نزال نسمعها كثيراً. كان ما يعنيه كل من هيجل وفيورباخ بالإغتراب؛ هو أن الرجال والنساء يجدون أنفسهم باستمرار تحت سيطرة وقهر قوي صنعوها بأنفسهم، وكلما تقدّم المجتمع، كلما زاد الناس بؤساً وإغتراباً. أخذ ماركس في كتاباته المُبكرة فكرة الإغتراب هذه، وطبقها على حياة أولئك الذين يخلقون ثروة المجتمع. "يزداد العامل فقراً مع زيادة الثروة التي ينتجها، وزيادة إنتاجه قوةً وتنوعاً، ومع زيادة قيمة عالم الأشياء تنخفض بشكل طردي قيمة عالم البشر، فالشيء الذي ينتجه العامل يواجهه كشيء مُغترب، كقوة مستقلة عن المنتج". في زمن ماركس كان الفهم الأوسع انتشاراً لمشكلة المجتمع لا يزال دينياً. كان يُقال إن البؤس يعود إلى عجز الناس عن إتّباع تعاليم الله. ولو أننا جميعاً نبذنا الخطيئة، فإن كل شيء سيصبح على ما يرام. كثيراً ما نسمع رأياً مماثلاً هذه الأيام، وإن كان عادةً لا يتخذ شكلاً دينياً. يتمثّل ذلك في الزعم بأنك لكي تغيّر المجتمع عليك أولاً أن تغيّر نفسك، وأنه إذا ما طَهّر الرجال والنساء -بشكل فردي- أنفسهم من الأنانية أو المادية، أو أحياناً السلبية واللامبالاة، فإن المجتمع سيصبح أفضل على الفور. أحد الآراء القريبة من هذا، لا تتحدث عن تغيير كل الأفراد، وإنما فقط البعض منهم، أولئك الذين يمارسون السلطة في المجتمع. كانت الفكرة هي جعل الأغنياء والأقوياء يرون حكم العقل. على سبيل المثال، عندما بدأ أحد الإشتراكيين البريطانيين، روبرت أوين، بمحاولة إقناع أصحاب المصانع بأن يكونوا أكثر عطفاً على عمالهم. لاحظ كيف أنهم دائماً ما يصفون جرائم أصحاب العمل بأنها "أخطاء"، كما لو أن بعض الحجج يمكن أن تقنع كبار رجال الأعمال بتخفيف قبضتهم على المجتمع. وصف ماركس كافة تلك الآراء بأنها مثالية، ولم يكن ذلك لأنه ضد أن يكون للناس آراء وأفكار، وإنما لأن تلك الآراء ترى الأفكار بمعزل عن الشروط التي يعيش في ظلها الناس. حيث ترتبط أفكار الناس بشكل وثيق بنوع الحياة التي يعيشونها في مجتمعاتهم. خذ على سبيل المثال "الأنانية". إن المجتمع اليوم يولد الأنانية، حتى بين الناس الذين يحاولون على الدوام أن يقدموا غيرهم من الناس على أنفسهم. فالعامل الذي يريد أن يقدم أفضل ما عنده من أجل أولاده، أو لكي يوفر لوالديه شيء إضافي إلى جانب معاشهم، يجد أن السبيل الوحيد أمامه هو الصراع دوماً ضد الآخرين من أجل وظيفة أفضل، أو مزيد من الأجر الإضافي، أو لكي يتقدّم صفوف الحصول على إعانات البطالة. في مجتمع كهذا، لا يمكن التخلّص من الأنانية أو الجشع بمجرد تغيير عقول الأفراد. لعله أكثر حماقة الحديث عن تغيير المجتمع عن طريق تغيير أفكار "النخبة". لنفرض أنك نجحت في كسب صاحب عمل كبير للأفكار الإشتراكية، وأنه توقّف عن إستغلال العمال. كل ما هنالك أنه سيخسر في المنافسة مع أصحاب العمل الآخرين، وسيدفع به ذلك خارج السوق. وحتى بالنسبة لمن يحكمون المجتمع، فإن المهم ليس هو الأفكار، وإنما بنية المجتمع التي يتبنّون داخلها هذه الأفكار. يمكن طرح هذه النقطة بطريقة أخرى. إذا كانت الأفكار هي التي تغيّر المجتمع، فمن أين تأتي الأفكار؟ إننا نعيش في مجتمع من نوع محدد، والأفكار المطروحة في الصحافة والتليفزيون ونظام التعليم تدافع عن هذا النوع من المجتمعات. فكيف إذاً يكون بوسع الأفراد أن يطوروا أفكاراً مختلفة تماماً؟ لأن خبراتهم اليومية تناقض الأفكار الرسمية للمجتمع. على سبيل المثال، أنت لا تستطيع أن تفسّر أسباب الإنخفاض الكبير في أعداد المتدينين اليوم، بالمقارنة بما كان عليه قبل مائة عام بمجرد نجاح الدعاية الإلحادية. فعليك أن تفسر لماذا ينصت الناس للأفكار الإلحادية بشكل لم يفعلوه قبل مائة عام. وبالمثل، إذا أردت أن تفهم تأثير "النخبة"، فعليك أن تفسّر لماذا يقبل الآخرون بإتّباعهم. من غير المجدي مثلاً، القول بأن نابليون أو لينين غيّروا التاريخ دون أن نفهم لماذا كان ملايين الناس راغبين في القيام بما اقترحاه، فهما في النهاية لم ينوّموا الناس مغناطيسياً، إنما هناك شيء معين في حياة المجتمع، وفي وقت معين، دفع الناس للشعور بأن ما إقترحاه بدا صحيحاً لهم. تستطيع أن تفهم كيف تتغيّر أفكار المجتمع إذا فهمت من أين تأتي هذه الأفكار ولماذا يقبلها الناس، ويعني ذلك النظر لأبعد من أفكار الناس، بل إلى ظروفهم المادية التي تقوم بإنشاء تلك الأفكار داخل المجتمع. لهذا أصر كارل ماركس على مقولته: ليس الوعي هو الذي يحدد الوجود الإجتماعي، إنما الوجود الإجتماعي هو الذي يحدد الوعي. 

هنا ينتهي ما جاء في الفصل الأول للكتاب. الجدير بالذكر أن الغنى سبب والفقر نتيجة، لذلك فالثروة لا تترك الفقير من نفسها وتذهب إلى الغني. حيث أن الرأسمالية تقوم عن طريق التحكّم بأجور العمال لتضمن التحكم بهم وإستغلالهم والسيطرة عليهم، وأن الوضع القائم عبارة عن صراع طبقي، بين طبقة مُستَغِلّة تملك وسائل الإنتاج ورأس المال والنفوذ والسلطة، وطبقة بسيطة مُستَغَلّة لا تملك غير راتب شهري مقابل جهد بدني أو ذهني. لذلك حتى تتضح منظومة المطالب والحقوق والواجبات على جميع الناس أن يفهموا وجود هذا الصراع.

إبراهيم العثمان
25/08/2016

الجمعة، 6 مايو 2016

تركنا لكم القليل، فلماذا الطَمَع؟

المجتمعات، ومنذ بداية التاريخ قائمة على صراع طبقي، اقتصادي اجتماعي سياسي، بين طبقتين إحداهما تستغل الأخرى وتقتات عليها. طبقة تملك المال والسلطة والنفوذ، وطبقة بسيطة لا تملك سوى مجهودها البدني والذهني، طبقة تسعى إلى زيادة رؤوس أموالها وبسط سلطتها وتوسيع نفوذها، وطبقة مضطهدة ومسحوقة تسعى جاهدة بأن تعيش حسب حاجتها ومجهودها. كل طبقة مضطهدة ومسحوقة تحاول تغيير واقعها وإصلاح وضعها القائم سواء بالفعل أو القول أو مجرد إنكاره في القلب. إن محاولة تغيير الواقع، الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، والسعي إلى إصلاحه وتغييره، ليس ترف فكري أو مجرد كلام على ورق، والإعتراف بوجود صراع طبقي، اقتصادي اجتماعي سياسي، ومحاولة إصلاحه وتغييره، ليس مجرد رفاهية لا نحتاجها في الواقع. إن الدعوة إلى الإيمان بوجود صراع طبقي ليست حكراً على النخب الثقافية والاقتصادية والسياسية، بل العكس تماماً، حيث أن الإيمان بوجود صراع كهذا يجب أن يكون، في المقام الأول، لدى عامة الناس. أنت وأنا، نعاني بشكل أو بآخر، وفي حياتنا اليومية، من طبقة تملك المال والسلطة والنفوذ، وهذا واقع نعيشه، ومجرد إنكاره أو الإستخفاف به، هو بحد ذاته هروب من الواقع. عامة الناس ترى بأن الإنسان أهم قيمة في هذا المجتمع، بعكس الطبقة المسيطرة التي تملك منظور آخر للإنسان، حيث أنه مجرد تكلفة أو ربح. يجب أن يعي الانسان الذي يملك وظيفة في القطاع الخاص أو الحكومي، أنه يبيع جهده البدني والذهني إلى رب عمله مقابل أجر يتقاضاه شهرياً، أجر يستحق الإنسان أكثر منه، ولكنه لا يتقاضى من رب عمله إلا ما يجعله قادراً للقدوم إلى عمله في ثاني يوم. فالإنسان في نظر تلك الطبقة مجرد سلعة لها ثمن مادي، فمجهودك البدني والذهني له ثمن، راحتك وسعادتك لهما ثمن، هواياتك وإهتماماتك لهم ثمن، حرية الإنسان، وهي حق أصيل له، تعتبر سلعة لها ثمن، حتى حقوقك سلعة ولها ثمن. لذلك فإن استغلال الانسان بهذا الشكل البشع موجود في كل زمان ومكان. في مجتمعنا، عامة الناس يعانون من صراع طبقي، بين من يملك السلطة والمال والنفوذ ويستغل الدين، وبين باقي الناس، الذين لا يملكون غير وظيفة في القطاع الخاص أو الحكومي. عامة الناس هم الذين يعانون من مشاكل الإسكان والصحة والتعليم، عامة الناس هم من يعانون من إستغلال وجشع التجار، عامة الناس هم من يكافحون يومياً من أجل لقمة العيش وتحقيق الرفاهية. الدعوات التي تقول أننا شعب مُدلل ومُترف، تضليلية وغير صحيحة، فالإنسان البسيط، يبذل مجهوده البدني والذهني يومياً، لكي ينال في نهاية كل شهر جزء بسيط لا يُذكر من حقه في ثروات هذا البلد، تلك الثروات التي لا يحصل عليها إلا عدد قليل من الناس، بينما يحصل غالبية الناس على فتات الخبز. فأنت وأنا وغالبية الناس لا نعيش كما تعيش الفئة القليلة، ولا يعانون كما نعاني. إن المطالبة بالعدالة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية، والمطالبة بالمساواة والحرية، والمطالبة بالإصلاح وكامل الحقوق، بل أن المطالبة بحد ذاتها حق وواجب، وليست كما يُصورها البعض على أنها ترف أو رفاهية. فقط لا تنكر وجود هذا الواقع.

إبراهيم العثمان
06-05-2016

الأربعاء، 25 يونيو 2014

قراءة في مفهوم السيطرة

تحدثت في تدوينة سابقة قمت بنشرها قبل شهرين عن الاستراتيجيات التي تتبعها الحكومة في تضليل الشعب والسيطرة عليه في سبيل تحقيق مصالحها الخاصة. هذه التدوينة عبارة عن تكملة للتدوينة السابقة، ليست من تأليفي، مجرد قراءة وتلخيص لمقالة "في مفهوم السيطرة عند نعوم تشومسكي (2-2)" التي نشرت في مجلة راديكال 2013.

قمت بتقسيم المقال إلى جزئين، تحدث الجزء الأول من تلخيصي للمقال المذكور سالفاً عن الدور البارز الذي يمارسه الإعلام المملوك لطبقات وتيارات معينة في السيطرة على الشعب، غالباً لا تنتمي هذه الطبقات إلى الطبقة الوسطى والفقيرة من الشعب، سواء كانت مؤيدة أو معارضة للحكومة، ففي نهاية الأمر، الموضوع عبارة عن مصالح سياسية واقتصادية مشتركة أو متضاربة، فعدو اليوم هو صديق الغد. أبرز ما جاء في الجزء الأول من المقال أن الإعلام المملوك للتيارات المؤيدة للحكومة في فترة من الزمن يحاول جاهداً أن يحمي الحكومة ويدعمها -حمايةً للمصالح المشتركة- بل ويقوم بنقل صورة بعيدة عن الواقع السيء لباقي الشعب، جاعلاً الشعب في منطقة الخيال البعيد عن الواقع، حتى لا يعي الشعب ما يدور من تحت الطاولة. كذلك يعتمد ذات الإعلام إلى تصفية جميع معارضيه عن طريق حملات شرسة تقوم بتزوير الحقائق، حتى تصبح المعارضة هي سبب الفساد، وبالتالي يكون كل معارض فاسد، كما كان يفعل الإعلام الأمريكي ضد الإتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة. كذلك فإن هذا الإعلام يلعب الدور البطولي عن طريق إيهام الشعب بأنه حامي للدستور والمال العام.

أما في الجزء الثاني من تلخيصي للمقال، فقد تطرّق الكاتب إلى موضوع ديمقراطية الطبقات أصحاب النفوذ والمال، وطريقة الهيمنة التي تمارسها تلك الطبقات لتجيير الأمور فيما يصب في مصلحتها فقط. هذا الإعلام ومن يقوم عليه من نفوذ وسلطة، لديه القدرة والموارد التي تمكنه من إقناع الشعب بما يريد عن طريق تسويق أفكاره بشكل عاطفي أو عن طريق خلط الأوراق، حتى تتم السيطرة على الشعب، أو على الأقل فئة كبيرة من الشعب. ديمقراطية هذا الإعلام وهذه الطبقة عبارة عن: ديمقراطية في شكلها الليبرالي ولكنها ديكتاتورية في المضمون وبشكل غير مباشر تصب في صالح الفئة الأقل من المجتمع التي تتركز لديها الثروة والسلطة بصورة رئيسية، فهي تعتمد الأدوات الديمقراطية والدستورية وكل قصور تشريعي -حسب تعريفها الطبقي الخاص- لتحقيق الأهداف المنشودة، وما هذه الأهداف إلا لقمع الطبقة الوسطى بشكل نهائي والسيطرة عليها وتثبيت أقدام الطبقة البرجوازية كسلطة سياسية واقتصادية في ظل الرأسمالية الموجودة لتعزيز الإستغلال ولمزيد من السلطة والمصالح والأرباح. كما أن هذه الطبقة سعت جاهدةً إلى "تكسير مجاديف" كل تحرك شعبي معارض للحكومة، وبالتالي فهو معارض لمصالحها وسلطتها، ولو رجعت بالزمن إلى الوراء ستجد أن الإعلام المعارض للتحرك الشعبي ضد الحكومة سابقاً، هو اليوم موالي لأي تحرك ضد الحكومة، والعكس صحيح.

خلاصة القول، أن المواطن البسيط هو ضحية لثقافة مارستها الحكومة وتلك الطبقات على مدى أعوام حتى يكون المواطن في غيبوبة الخيال وبعيد كل البعد عن الواقع، وهذا لا يعني أن المواطن غير مسؤول عن تجنّب هذا الجهل، بل عليه أن يعي أن هذه الطبقة تعمل جاهدة لخدمة مصالحها فقط، وأن الواقع الذي يعيشه المواطن البسيط بعيد عما يتم نقله له يومياً. إما أن تكون أداة تحارب هذه الممارسات، أو تكون أداة تساهم في هيمنة هذه الممارسات وبالتالي تكون صاحب تاريخ إنتهاء صلاحية.

إبراهيم العثمان
25-06-2014

الثلاثاء، 15 أبريل 2014

شوف العصفورة!

اسم التدوينة مُقتبس من لعبة مصرية شعبية قديمة اسمها "بُص العصفورة"، وهي بكل بساطة أن يقول طفل "كاذباً" لطفل آخر هناك عصفورة "بُص العصفورة"، وما أن يلتفت الطفل الآخر ولا يجد العصفورة، يسقط الطفل الكاذب مغشياً عليه من الضحك.

شر البليّة ما يضحك، فهذه اللعبة البسيطة التي تُسلّي الأطفال، بشكل أو بآخر، تتسلّى بها الحكومة يومياً على حساب جميع المواطنين البسطاء وبدون إستثناء، ومع علم المواطن بهذه اللعبة، لا المواطن يتعض ولا الحكومة تتوقف. بُص العصفورة يلعبها الأطفال للضحك والتسلية، وتلعبها الحكومة لتحقيق مطامعها. 

هناك عشر إستراتيجيات مُستخدمة لخداع الجماهير "الشعب"، وهي بكل بساطة كالآتي:

١- إستراتيجية الإلهاء؛ حيث تقوم الحكومة بجذب إنتباه الشعب عن القضايا السياسية والإقتصادية والإجتماعية المهمة، عن طريق إشغال الشعب بالأمور التافهة، حتى لا يملك الوقت الكافي للتفكير في القضايا الأساسية.

٢- إستراتيجية خلق المشاكل، ثم تقديم الحلول؛ حيث تقوم الحكومة بخلق مشكلة سياسية، إقتصادية، أو إجتماعية، بحيث يتناحر المواطنين فيما بينهم، إلى أن يلجأون "عاجزين" إلى الحكومة لتقديم الحلول لهذه المشاكل، لصرف الإنتباه عن ما هو أهم وأعظم.

٣- إستراتيجية التقهقر؛ إذا أرادت الحكومة تطبيق قانون أو إجراء من شأنه أن يفجّر غضب الشعب، تقوم بكل بساطة بتطبيقه بالأقساط على مدى طويل، حتى يعتاده الشعب.

٤- إستراتيجية المؤجل؛ متى ما أرادت الحكومة بفعل أمر لا يقبله الشعب، تقوم الحكومة بتقديمه على أنه شر لابد منه، وبعد أن تحظى الحكومة بموافقة أغلبية الشعب في الوقت الحاضر، تقوم بتطبيقه في المستقبل لكي تقلل من حدة ردود أفعال الشعب.

٥- مخاطبة الشعب كأطفال صغار.

٦- اللجوء إلى العاطفة بدل التفكير؛ من أجل تقليل حدة النقد لدى الشعب، وصرف إنتباههم عن العقلانية بالعاطفة.

٧- تشجيع الشعب على إستساغة البلادة؛ بحيث تشجّع الحكومة الشعب على أن يكون غبي، كسول، وجاهل.

٨- تعويض الإنتفاضة بالشعور بالذنب؛ حيث تقوم الحكومة بإقناع المواطنين بأنهم سبب جميع المشاكل التي يعانون منها، حتى تقلل الأفعال وردود الأفعال.

٩- معرفة المواطنين أكثر مما يعرفون أنفسهم؛ مع مرور الوقت، ومواجهة العديد من المشاكل، ودراسة الحالة الإجتماعية للمواطنين، تصل الحكومة إلى تلك المرحلة التي تعرف فيها المواطن أكثر من معرفته لنفسه، عن طريق معرفة همومه، ومشاكله، ما يفرحه، وما يحزنه، ما يثير ردود أفعاله الغاضبة، وما يقوم بتخديره. كل ذلك من أجل فرض الواقع الذي يناسب الحكومة.

١٠- الإبقاء على الشعب في الجهل والخطيئة؛ بحيث لا يعي المواطن الأساليب التي تتبعها الحكومة عندما تتحكم به.

عزيزي المواطن، هل مازلت تعتقد بأن هناك عصفورة؟ هل يعجبك ضحك الحكومة عليك وإستهزاءها بك؟ ما ذكرته سابق بكل إختصار هو واقع كل يوم أنت تعيشه.

إبراهيم عبداللطيف العثمان

مصادر:

- الإستراتيجيات العشر لخداع الجماهير - نعوم تشومسكي.
- نظرية بص العصفورة - خالد ناجي.

الأحد، 23 مارس 2014

كويتي مو عاجبه شي

ليش دايماً تتحلطم؟ ليش تتذمر من الوضع السابق والحالي؟ ليش خايف من المستقبل؟ ليش مو عاجبك شي؟ ليش ما تحمد ربك على النعمة اللي إنت فيها؟ ليش ما تقول الله لا يغير علينا؟ ليش دايماً تنتقد الحكومة؟ 

تعال ناخذ جولة سريعة على وزارات الحكومة، نشوف الواقع اللي قاعد يواجهه المواطن كل يوم، وتالي نقرر ليش الكويتي مو عاجبه شي. في البداية إذا بنحچي عن وزارة الصحة ما راح نخلص؛ المستشفيات سايبة، والمواطن لما يراجع ما يحصل مكان يعالجونه فيه حتى لو كانت حالته طارئة، طبعاً ناهيك عن الأخطاء الطبية اللي يتحملها المريض، وغير المواعيد التعجيزية والصعبة، دش أي مستشفى حكومي وخذ لك جولة سريعة فيه وشوف إذا المرافق تليق بالكويت أو لا. عالعموم الكويتي يصرف المئات والألاف على المستشفيات الخاصة، لأنه وبكل بساطة ما يثق بمستشفيات الحكومة.

وزارة التربية والتعليم، وركّز ترا التربية قبل التعليم، كثير من المدرسين أخلاقهم لا تليق بمهنتهم، وطريقة تعاملهم مع الطلبة غلط، حتى طريقة التعليم غالباً تكون غلط. المدرس يسب الطالب، ويضرب الطالب، وغالباً يطلبون خدمات من الطلبة مقابل درجات، هذا غير الواجبات الكثيرة والإمتحانات الخيالية وفي النهاية كل هذا وبهذي الطريقة الطالب ما يستفيد إلا القليل. طبعاً المناهج حدّث ولا حرج. ويوم يتخرج الطالب ويدخل الجامعة ينصدم إنه ما تعلم شي من المدرسة. عالعموم الكويتي يصرف الألاف على المدارس الخاصة لأنه ما يثق بمدارس الحكومة.

نشوف وزارة الإسكان وإنجازاتها العظيمة. أكثر من ١٢٠ ألف طلب إسكاني، وبدل الإيجار ١٥٠ دينار مع العلم إن أسعار الشقق من ٤٥٠ إلى ٧٠٠ دينار شهرياً. لعلمك بس؛ أكثر من ٥٠٪ من الشعب ساكن بالإيجار، وهذي النسبة أقل من النسبة الواقعية. ترا ثلاث أرباع الديرة بر فاضي. عالعموم المواطن يتجه للطوفة لأن القضية الإسكانية ما يحلها القطاع الخاص.

أخوي عندك عدالة؟ ما تخاف على نفسك؟ طيّب هات إذنك واسمعني زين؛ أكثر من ٣٠٪ من العوايل الكويتية ما تغطي نفقاتها الشهرية، أكثر من ١٠ آلاف عايلة كويتية تاخذ إعانات من بيت الزكاة وفي ناس ما وصلهم الدور، فوق هذا كله آخر ٨ سنوات قيمة تبرعات الكويت أكثر من ١٨ مليار! 

أخوي.. شوف الإعلان هذا وقول لي: هل أنت في بلد عادل؟




والمصايب هذي ممكن أعرف موقع العدالة فيها من الإعراب؟

- قتل المنيس والقطامي
- إختفاء محمد البداح
- أزمة المناخ
- تعطيل العمل بالدستور
- الغزو العراقي
- الناقلات
- محاولة إغتيال الجوعان والنيباري
- جامعة الشدادية
- استاد جابر
- مستشفى جابر
- الإيداعات المليونية والتحويلات
- أحداث ديوان الحربش
- هاليبرتون وخطة التنمية
- تهريب الديزل
- اللحوم الفاسدة
- قتل الميموني والبناي
- ضرب المواطنين بالشارع

بعد كل هذا تسأل ليش الكويتي مو عاجبه شي؟ يا أخي الكويتي زين منه يعيش. ما في خاتمة للفضفضة هذي.. بس الكويت ما ودها تتبرع للكويت؟

* شخصياً الكلام العامّي يشدني أكثر من الكلام الأكاديمي *

إبراهيم العثمان

الخميس، 20 مارس 2014

تقرير عن أداء الحكومة وخدماتها


قد يتساءل البعض: ما هي الوظائف الأساسية للحكومة؟ بشكل مختصر وبسيط، فإن الحكومة هي المسؤولة عن جميع الأمور الأساسية التي تتعلق بحياة المواطن من حقوق وتعليم وصحة وسكن ورعاية وحفظ الأمن وتحقيق العدالة، عوضاً عن الكثير من الأمور الأخرى والفرعية حسب ما ينص عليه الدستور. 

هذا التقرير يتناول أداء الحكومة وخدماتها بشكل موضوعي، لا يدعم رأي أو توجه سياسي محدد، مجرد رأي المواطن بأداء الحكومة وما تقدمه من خدمات.

لا يخفى عليك عزيزي القارئ؛ في النظام الأكاديمي العالمي، الإستبيان يعتبر مصدر رئيسي من المصادر التي يعتمد عليها الباحث في كتابة البحوث والتقارير، كذلك فهو مصدر فعال وجدير بالثقة في توثيق المعلومات المطلوبة.

نستعرض اسئلة الإستبيان، مع إجابات الشريحة التي قامت بتعبئة الإستبيان عن طريق صور تحتوي على رسوم بيانية، وتحتوي على ( السؤال، الإجابة، عدد المشاركين، ونسبة اختيارات المشاركين لكل سؤال وجوابه ):





















في الختام، هذا التقرير لا يعتبر مقياس دقيق ونهائي حول أداء الحكومة والخدمات التي توفرها للمواطنين، إنما يمثل الشريحة التي قامت بتعبئة الاستبيان، ولكم حرية التعليق.

إبراهيم عبداللطيف العثمان

الأربعاء، 15 يناير 2014

تقرير: الشعب الكويتي والرفاهية

تقرير: الشعب الكويتي والرفاهية

في الفترة الأخيرة أصبح مصطلح "الرفاهية" شائع بشكل كبير، يتناوله الكثير في نقاشاتهم على الصعيد السياسي والإقتصادي والإجتماعي. هذا التقرير موضوعي، لا يدعم رأي أو توجه سياسي محدد، مجرد معلومات بشكل عام وموضوعي تتناول فكرة الرفاهية في المجتمع الكويتي، مع بعض المعلومات الأساسية بالأرقام.

في النظام الأكاديمي العالمي، الإستبيان يعتبر مصدر رئيسي من المصادر التي يعتمد عليها الباحث في كتابة البحوث والتقارير، كذلك فهو مصدر فعال وجدير بالثقة في توثيق المعلومات المطلوبة.

قمت بعمل استبيان بسيط، يحتوي اسئلة عامة وبشكل مباشر، يتناول فكرة الرفاهية ومستواها في المجتمع الكويتي. الاستبيان تم عرضه على شريحة من المواطنين بشكل عام وعشوائي، مع إختلاف الجنس والعمر والتوجه.

قبل عرض المعلومات، على القارئ معرفة بعض الأفكار الرئيسية حول مفهوم الرفاهية. يذكر الدكتور جيم هارتر في كتاب "الرفاهية" أن العناصر الخمسة الأساسية للرفاهية لا تشمل كل ما هو مهم في الحياة، لكنها تمثل خمس مقومات أساسية لا غنى عنها عند معظم الناس. المقومات الأساسية للرفاهية كما ذكرها الدكتور، كالآتي:

١- الرفاه الوظيفي.
٢- الرفاه الإجتماعي ( علاقة الانسان بمن حوله).
٣- الرفاه المالي.
٤- الرفاه البدني.
٥- الرفاه الإجتماعي (علاقة الانسان بالمجتمع بشكل عام).

نستعرض اسئلة الاستبيان، مع إجابات الشريحة التي قامت بتعبئة الاستبيان:

السؤال الأول: هل تشعر بأنك تتمتع بالرفاهية كمواطن كويتي

كانت الإجابة كالآتي:
نعم: 18.18%
لا: 81.82%

السؤال الثاني: هل ما تقوم به يومياً (في حياتك المهنية) يروق لك؟ أو هل تحب وظيفتك؟

كانت الإجابة كالآتي:
نعم: 41.05%
لا: 58.95%

السؤال الثالث: هل توجد علاقات قوية في حياتك مع أشخاص يتبادلون معك الإهتمام والمشاعر الطيبة؟

كانت الإجابة كالآتي:
نعم: 91.84%
لا: 8.16%

السؤال الرابع: هل أنت قادر على الإدارة الفعالة للحياة الإقتصادية الخاصة بك؟ أو هل أنت قادر على توفير الإحتياجات الأساسية والإدخار؟

كانت الإجابة كالآتي:
نعم: 50.52%
لا: 49.48%

السؤال الخامس: هل تتوفر لديك الصحة والطاقة الكافيتين لأداء مهامك الخاصة يومياً؟

كانت الإجابة كالآتي:
نعم: 87.50%
لا: 12.5%

السؤال السادس: هل أنت راضي عن المجتمع الكويتي الذي تعيش فيه؟

كانت الإجابة كالآتي:
نعم: 10.20%
لا: 89.80%

السؤال السابع: ما هي أسباب الفساد وتدهور الأحوال في الكويت؟

كانت الإجابة كالآتي:
الحكومة: 63.64%
مجلس الأمة: 14.14%
أسباب أخرى: 22.22%

السؤال الثامن والأخير: هل تؤمن بالديمقراطية الكاملة؟

كانت الإجابة كالآتي:
نعم: 71.88%
لا: 28.12%

في الختام، هذا التقرير لا يعتبر مقياس دقيق ونهائي حول مستوى الرفاهية في المجتمع الكويتي، إنما يمثل الشريحة التي قامت بتعبئة الاستبيان، ولكم حرية التعليق.