الخميس، 28 نوفمبر 2013

ثقافة الفساد

كل يوم نسمع أن الفساد سبب جميع مشاكلنا، والعامل الأساسي في تعطيل عجلة التنمية، مجرد عبارات نرددها ولكننا في الواقع لا نعي المعنى الحقيقي للفساد، ونجهل قدر انتشاره في الكويت. ببساطة الوضع يحتاج إلى وقفة جادة لنستفيق من الحلم الكاذب الذي نعيشه.

الفساد إصطلاحاً هو اساءة إستخدام السلطة الرسمية في المال العام أو في تطبيق القانون، وتفضيل المصلحة الشخصية على مصلحة الوطن والمواطن. لذلك يتبين لنا أن الفساد منتشر بشكل كبير في الكويت بناءاً على مصطلح الفساد بشكل عام.

وبعد أن عرفنا الفساد، يجب علينا أن نعي أسباب الفساد الذي نعيشه كل يوم، عدة أسباب رئيسية للفساد أهمها: ضعف مؤسسات المجتمع المدني، عدم تطبيق القانون بشكل عادل، عدم توفر الصورة الواضحة لحقوق المواطنين وواجباتهم. وعلى الصعيد الإقتصادي فإننا نجده أحد أسباب الفساد بسبب الصراعات السياسية بين الشرائح التي تلعب الدور السياسي في البلد، اضافةً إلى غلاء مستوى المعيشة دون وجود قوانين تنظم هذا الغلاء، ناهيك عن المال السياسي ودوره في نشر الفساد لتحقيق المصالح الشخصية. ولا يخفى على القارئ بأن الحياة الإجتماعية لها دور كبير كذلك في انتشار الفساد، فنجد انتشار الطائفية والقبلية والعنصرية بشكل خطير جداً مما يساهم في نمو الفساد.

أما بالنسبة لمظاهر الفساد فإنها كثيرة ولا أريد أن أتطرق لها، واذكر منها باختصار: المحسوبية، الرشوة، استغلال النفوذ والقانون، عدم توظيف الكفاءات، استغلال المال العام وهدره. لذلك يجيب أن تعي الحكومة أنها وفقاً للعلم والواقع والأرقام، فاشلة في إدارة البلد، ويترتب على ذلك تغير النهج الحكومي بشكل جذري لأن الشعب أعلم بإدارة بلده أكثر من الحكومة، وللعلم فقط؛ الشعب الكويتي يحتل المركز الثاني عربياً والثاني والعشرين عالمياً في متوسط الذكاء. كما قال سامي المنيس رحمه الله: مالنا آمان ولا استقرار إلا بالديمقراطية والدستور.

توضيح: بعض المعلومات الأساسية مصدرها الكاتب مشعان الشاطري.

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

سموّك .. عن اي رفاهية تتحدث؟

سموّك .. عن اي رفاهية تتحدث؟

حكومة جابر المبارك تعلن عن برنامج عملها: دولة الرفاهية الحالية غير قابلة للإستمرار.

بغض النظر عن التصريحات المزعجة للحكومة الحالية، فهي لا تختلف بشكل كبير عن الحكومات السابقة، جميعنا يعلم سبب فشل الحكومات السابقة في ادارة الدولة، وما يترتب على هذا الفشل من معاناة وصعوبات كثيرة يواجهها المواطن البسيط. لن اتطرق إلى أسباب الفشل، ولن أتحدث بشكل عاطفي، مجرد سرد علمي لبعض المعلومات الأساسية، والتي لا تخفى عن اي شخص يعيش في هذا البلد.

في البداية، كل وزارة مختصة تقوم بتوفير اللازم للمواطنين بناء على اختصاصها، ولكي لا نتوسع في الموضوع بشكل ممل، نستذكر الوزارات الأساسية وما تقوم به من تقاعس تجاه المواطنين. الصحة ضعيفة جداً فيما تقدمه من خدمات، للعلم اخر مستشفى حكومي تم إفتتاحه سنة ١٩٨٤. التعليم في الكويت متدني كثيراً مقارنة بقيمة مصروفات الدولة للتعليم. الإسكان، وما أدراك ما الإسكان، أكثر من ١٠٠ الف طلب إسكاني، ٣٤ الف أسرة تسكن بالإيجار. الكثير من المواطنين لا يجدون وظائف شاغرة لهم. المواطن البسيط لا يزال يلجأ إلى الديون لتوفير أساسيات الرفاهية. للعلم فقط، حكومة الكويت هي المسؤول الوحيد عن توفير جميع سبل الرفاهية للمواطن وتقسيم الثروات بشكل عادل بين المواطنين. هل يوجد مواطن عاقل يختلف معي بهذه الأشياء السابق ذكرها؟ الحمدلله والشكر له أمر واجب، ولكن شكر الحكومة على أشياء من واجبها أن توفرها، وهي لا تقوم بذلك، مجرد غباء لا أكثر.

يذكر الدكتور جيم هارتر في كتاب "الرفاهية" أن العناصر الخمسة الأساسية للرفاهية لا تشمل كل ما هو مهم في الحياة، لكنها تمثل خمس مقومات أساسية لا غنى عنها عند معظم الناس. المقومات الأساسية للرفاهية كما ذكرها الدكتور، كالآتي:

١- الرفاه الوظيفي.
٢- الرفاه الإجتماعي.
٣- الرفاه المالي.
٤- الرفاه البدني.
٥- الرفاه الإجتماعي.

تمعّن فيما سبق، هل هناك ما ينقصك من هذه المقومات الأساسية؟ وضع في عين الإعتبار أنها أشياء أساسية وليست تفصيلية في بلد يعتبر من أغنى دول العالم. في هذه الدولة، الغني يشتكي والفقير يشتكي، الصغير يشتكي والكبير يشتكي، المعارض يشتكي والموالي يشتكي، هناك خلل كبير في ادارة البلد وتقسيم ثرواتها يا حكومة. سموّك .. عن اي رفاهية تتحدث؟

إبراهيم عبداللطيف العثمان
28-10-2013


السبت، 29 يونيو 2013

‏لم أكُن يوماً مواطن..

نعم مع ألف نعم .. لم أحظى يوماً بوطن .. لم أفقد أي شعور .. لكنني لم أشعر يوماً بأني مواطن .. الوطن ليس الاسم ليس الأرض ولا العلم .. شعبٌ عَمّرَ هذه الأرض، فصار الشعب وطن!

ليست دعوة للإحباط، ليست كسراً لأشرعة الأمل والتفاؤل، أنت وأنا، أو أنا وحدي مؤمن بواقع، مستقبلهم الفاشل هو حاضرنا. نحن في نظرهم مجرد عدد، مجرد قطيع، إن علت أصواتنا ملؤا أفواهنا بالمال، مع بعض إبر المخدر التي توهمنا بالإصلاح، ويحسبون أنهم يحسنون صنعَ. لم نرى منهم يوماً فعلاً جاداً أو بادرة للإصلاح الحقيقي، التنمية؟ وأين التنمية؟ أين تنمية المواطن؟ أين الثقافة؟ أين الحضارة؟ بلد كامل يسخّر مؤسساته لإذلال المواطنين، لتكميم أي فم معارض! بلد كامل يسخّر مؤسساته لكي يجاملون بعض الأشخاص، طبعاً على حساب الوطن والشعب، بلد كامل يسخّر مؤسساته لزرع الفتنة والحقد والكراهية بين أبناء الأرض الواحدة. الدستور؟ شر البلية ما يضحك، نعم بكل ثقة أقولها: لقد تم "تطبيق" الدستور ووضعه في الدرج، أُغلق الدرج منذ زمن، وضاع المفتاح! أما إذا عرجنا على القانون، فذلك القانون الذي يستخدمونه ولا يطبقونه. هل رأيتم؟ مطالبنا بسيطة جداً، ليست مطالب فعلاً، إنما هو مطلب واحد مُستحق، لا نريد شيئاً غير العدالة، والعدالة في كل شيء وحدها كفيلة في تحقيق جميع مطالبنا. مع ذلك كله لم نفقد الأمل في التغيير، التغيير إلى الأفضل على يد الشباب .. مازلت أقول ما قاله الراحل د. أحمد الربعي تفاءلوا فالكويت مازالت جميلة، نعم يا دكتور جميلة بشبابها المخلص المحب الطموح.

لا أريد الإطالة .. شكراً لكم، لا أريد دولتكم .. أريد وطن!!!

إبراهيم عبداللطيف العثمان
29-06-2013

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

ماذا لو؟

الكثير من التساؤلات تواجهنا، الكثير من علامات الإستفهام التي نقف عندها متأملين الإجابة، الكثير من الحروف تنتظر من يضع عليها النقاط. السؤال الأهم، هل نحن بحاجة إلى من يجيبنا؟ هل نحن بحاجة إلى الإحتمالات لنكوّن الفعل والمبادرة؟ في الحقيقة، نحن لا نحتاج إلى أي شيء من ذلك، لا ينقصنا شيء، الدافع وحده كفيل في شحذ جميع الهمم، الدافع وحده زادنا في هذه المعركة، معركة الديمقراطية. نحن نملك الدافع والقضية، نحن نملك الهدف والمبدأ، نحن نتنفّس، إذاً نحن نستطيع.

تاريخنا مليء بالشواهد المنحوتة في عقولنا، شواهد تكفي لجعلنا مؤمنين بأننا نملك الحلول، شواهد التاريخ لم تُوجد لنبكي على الماء المسكوب، فالبكاء لن يعيده، شواهد التاريخ وجدت لنعتبر، لكي نتذكر دائماً بأننا نستطيع، هكذا نحافظ على إرث الأجداد، هكذا نبني مستقبل الأبناء. تضحيات قدمها الشعب الكويتي لكي نصل إلى ما نحن عليه، لم يضحوا من أجل أن نجلد ذواتنا، لم يضحوا من أجل أن نتحسّر بماضي جميل لا نملك منه سوى الذكرى، وكتابين كساهم غبار الزمن، وأغنية تحرّك مشاعرنا. كيف فعلوا ذلك؟ فعلوا ما فعلوه لأنهم كانوا مؤمنين بالقضية، فعلوا ذلك لأنهم بادروا، فعلوا ذلك لأنهم لم يقولوا "ماذا لو؟". لم ينتظروا من يجيب عنهم، ولم ينتظروا من يأخذ بأيديهم إلى الأمام، بل أنهم لم ينتظروا أن يصنعهم التاريخ، هم من صنع التاريخ فخلّدهم التاريخ ومن بعده.

الشاهد مما ذكرت، ولا أحتاج أن أنصح أو أزيد، كُن أنت التغيير الذي تريده!

سلام من القلب ودعاء بالرحمة، إلى أرواح من ضحوا من أجل هذا الوطن، سلام من القلب ودعاء بالرحمة، بقدر ما نزف الشهداء من دماء في سبيل هذا الوطن، سلام من القلب ودعاء بالرحمة إلى أرواح محمد المنيس، محمد القطامي، يوسف المرزوق، مبارك النوت، أحمد الربعي، جميع الشهداء والأسرى، جميع من بذل الغالي والنفيس من أجل هذا الوطن.

إبراهيم عبداللطيف العثمان

الأحد، 9 يونيو 2013

جميل ذلك البرتقالي .. مُزعِج

الوقت بطيء جداً، تكاد لا تشعر بمروره، مرحلة فتور وبرود في الحراك، البعض يلملم جروح الأيام الماضية، والبعض الآخر يترقّبون حكم الدستورية على أحرّ من الجمر، والكثير يحصون الخيبة. لا أستغرب هذه الأوضاع والظروف فهي طبيعية جداً، ولا أُنكر فتور الكثير وتدنّي مستوى الأفعال وردودها.

وإن كانت النفوس كبار .. تعبت في مرادها الأجساد

عندما بدأ الكثير بفقدان الأمل، عندما رحل التفاؤل من قلوب الكثير، عندما دب اليأس والخوف في نفوس الشباب، عندما أصبحنا نمشي في نفق مظلم، نمشي إلى المجهول، ظهر لنا وميض أمل، ظهر لنا بارق نور يبشّر بعودة الجميل الذي فقدناه، عودة الحراك الشعبي المُطالب بالإصلاح. صحوت ذات يوم على أعلام وأوشحة برتقالية اللون ترفرف في أرجاء الكويت، صحوت على ألحان جميلة يعزفها ذلك الشباب المخلص على أوتار هذه الأوضاع الكأيبة. شباب لم يفقدوا الأمل، شباب حملوا على عاتقهم مسؤولية الإصلاح، شباب لم يلتفتوا إلى الإحباط، بل قاموا بالمبادرة والعمل. قد يرى البعض أن ما فعله الشباب قليل، ولكنني أراه كثير ومهم. ويعود الشارع الكويتي، وينهض الحراك الشعبي من جديد، بفضل ذلك الشباب المخلص. لقد أمنوا بأن رحلة الإصلاح تبدأ بخطوة واحدة، ولكنني أجدهم قد خطوا الكثير. هم من قاموا بإنعاشنا، لا أحد غيرهم.

شكراً من القلب، شكراً بقدر الأمل والتفاؤل الذي زرعتموه في قلوبنا، شكراً بقدر جمال الكويت، شكراً يا شباب .. أنتم فخرنا

إبراهيم عبداللطيف العثمان

الثلاثاء، 14 مايو 2013

يوميات مواطن

أصبحنا وأصبح الملك لله وحده. أستيقظ كل صباح بكسل وخمول، أول أنفاسي؛ نفس الحياة، ثم نفس الذكريات الجميلة منها والحزينة، باقي الأنفاس طبيعية فأنا أمارس دوري كإنسان فعّال في المجتمع، أتنفّس! الحنين يرجعني إلى تلك الأيام، سابقاً ذلك الوقت الجميل الذي قرأت عنه الكثير، لا تستمر الفرحة، قبل وبعد كل شي جميل هناك أشياء حزينة، ولكنني مازلت أتنفّس، ولله الحمد وحده لا لغيره.

ما هي مشكلة المعيشة في وطني؟ فأنا أملك غرفة وسرير، سيارة وهاتف محمول، وظيفة بسيطة براتب متواضع في كل شهر يتراقص خجلاً في حسابي الخاص، وتستمر الحكاية. إذاً أين المشكلة؟ لماذا أتذمر كل يوم من حال وطني؟ لماذا اتمنى الهجرة؟ ها أحتاج إلى قصر كبير؟ سيارة تحوي أكثر من ١٠ أبواب؟ راتب شهري يفوق ال٢٠٠٠ دينار من غير جهد يُذكر؟ محتجّاً بالنفط؟ ما هي مقومات العيش الكريم؟

لا أحتاج أن أكون فاحش الثراء! لا أحتاج أن أعيش بإسلوب المشاهير! لا أحتاج أن أملك شيئاً أنا لا أستحقه ولم أتعب للحصول عليه! لا أحتاج هذا الحلم الوردي السخيف! أن تكون غني فاحش، تعيش كما العظماء، تلتقط لك الصحف صوراً لتذيلها بإسمك المنمق، وأنت لا تملك أبسط حقوقك؟ حق الإختيار! حرية أن تملك مصيرك وقرارك! ما أقبحك، عفواً أقصد ما أجبنك! فأنت والعبيد سواء! علمتني الأيام بأن العبد هو حرٌ لم يقتنع بما يملك، والحُر هو عبدٌ يقتنع بما يملك. ما أجمل دروس الحياة. لك الملايين والقصور والشهرة، ودع لي القرار والحرية والكرامة. لا أريد ذلك الحلم المليوني، يكفيني أن أعيش بحرية، أملك قراري ومصيري، أملك حق الإختيار، وأعيش أنا وباقي المواطنين سواء، لا يفرقنا اسم، أو مذهب، أو دين، مواطنين فقط لا غير. كل مواطن ومجهوده، على مسطرة واحدة عمياء لا تمايز بين المواطنين.

مخطئ من يلعن الوقت والأيام لما تحمله من أحزان ومشاكل وشقاء، أنت من تصنع زمانك وتاريخك! الغد هو ابنك المُنتظر، أنت وحدك تملك الحق في أن تسميه حزن أم سعادة! عش حياتك ولا تتذمر فهذا حالنا منذ ما يزيد عن خمس عقود.

الجمعة، 3 مايو 2013

قارب الأمل في بحر اليأس

هل هناك ما يدعوا للأمل وأنا أغرق في بحرٍ من اليأس؟ أم هل هناك يأس وأنا أطفوا على قاربٍ من أمل؟ من أنا؟ هل أنا أشبهني أنا؟ أم هل أنا لست أشبهني أنا؟ هل أنا ذلك الطفل الصغير بداخلي، المُفعم بالنشاط والحيوية والأمل، حالم سعيد؟ أم أنا ذلك الشيخ الذي أخاله أنا، غاضب وحزين، مُحطب ألعن أيامي؟ طفل أم شيخ، من أنا؟ اسألة كثيرة تجول في خاطري، أكاد لا أجد لها أي جواب.

جميل ذلك التناقض الذي أعيشه هنا، الأمل والفرح يدعونك إلى شكر النِعم متجاهلاً كل خيبات هذا المكان، الحزن والعضب يدفعونك إلى بلوغ لذّة الفرح والتحرّق شوقاً لها لأنني مؤمن بأنني أستحقها. يا إلهي! ما أكثر هذه الأسئلة التي تجول في خاطري الحيران! أين الجواب؟ ما هي أسرار العيش هنا؟ أم أن العيش هنا أسرار؟ ما هو تفسير الحقيقة؟ أم أن الحقيقة لا تفسير لها؟ لا يوجد جواب للأسف، على حسب قناعتي على الأقل. رحمك الله يا أستاذي الفاضل، كيف عساك تقول، نعم تقول لأن كلماتك أصبحت كل يوم زادي في هذه الرحلة الطويلة، أسمعها كل صباح تتكرر في رأسي، تفاءلوا .. فالـ.... مازالت جميلة؟ جميلة، كيف؟ هل هي جميلة بأهلها؟ هل هي جميلة بالنعم التي تغدقها علينا؟ أم هل هي جميلة بمجرد أنها جميلة رغم قسوتها؟ أنام كل ليلة على فراش اليأس مؤمناً بأحلام وأماني بغدٍ مشرق ينتظرني كل صباح، أنا الطفل بملامح الشيخ، وأصحوا على خيبة، خيبات! تجاعيد الأيام والأحزان مرسومة على وجهي، أحياناً أخفيها بالضحك، وأحياناً أعجز عن إخفائها، وأكتفي بقولي "الوضع تعبان". أصحوا كل صباح حاملاً في جيبي الأمل والخيبة، الفرح والغضب والحزن، على ذلك الشاطئ أجدني كل يوم، أنظر إلى البحر وهو يقترب بمدّه لنا، أنظر من حولي أجد الشباب واقفين ينتظرون المد، ماذا عساني أن أفعل؟ اسألهم كل يوم وهم يترقّبون ذلك المد، ماذا تنتظرون؟ يجاوبوني: سفينة الخلاص! عن أي سفينة تتحدثون؟ كان هناك سفينة بالسابق، رحلت ومعها جميع الذكريات، اليوم كل شخص ونفسه لا غير.

في ذلك الشاطئ التعيس، أجمع الأخشاب كل يوم، لأصنع قاربي، قارب النجاة. ليصنع كلٌ منكم قاربه، أصيح بهم منادياً! البعض يجيب والبعض الأخر صامت، والباقي يتذمرون. تعبت! فعلاً تعبت من صناعة هذا القارب! ركبت على قارب وهممت في ذلك البحر، بحر اليأس المجهول، علّني أنجوا من الغرق أو أصل إلى وجهتي المنشودة، حولي قوارب كثيرة، أنظر إلى اليابسة من بعيد، بعض الشباب يصنعون، وبعضهم لا يحرّكون ساكناً، ينتظرون الغرق، لأنه الخلاص في أعينهم، حسب ظني. تارةً يقف القارب، وتارةً أخرى تدفعه الرياح، إلى أين؟ لا أعلم، ما هو مصيري؟ على تلك اليابسة البعيدة التي رحلت عنها منذ فترة لمحت شجرة خضراء مثمرة، لم أتزود منها للرحلة، هل لأنني مؤمن أن رحلتي قصيرة؟ أم أنني كنت متعباً بما يكفي لمنعي من الذهاب لها قبل الرحيل؟ أم أنه قدري يعلمني أن رحلة الخلاص بحد ذاتها قاسية؟! إلى أين أذهب، وما هو مصيري؟

أترك لكم الإجابة، فأنا أعلم أن منكم على قاربه بعدي أو قبلي، ومنكم على الشاطئ ساكنين ينتظرون الغرق والإنجراف مع الأمواج، ومنكم لايزالون يتذمرون جاهلين مصيرهم، مشغولين بالتذمر عن العمل. أين أنا؟ أين وصلت؟

الثلاثاء، 30 أبريل 2013

وفي رواية أخرى غوغائي...

أنا مواطن بسيط، لن أُنظّر عن الدستور وأسس الديمقراطية، لن أكتب عن مقوّمات الدولة المدنية. بكل بساطة سأُخاطب عقلك وقلبك البسيطين. بعيداً عن الدولة الفاضلة، بعيداً عن الحياة المثالية، دعنا نتكلم بالعامية!

كلنا عارفين إن الكويت دولة غنية تحتها ذهب أسود، الحمدلله، وكلنا عارفين إن عدد السكان قليل، وكلنا عارفين إن كل مواطن يستحق أفضل عيشة بحكم الوفرة المالية. طيّب ليش أنا معارض؟ ليش أنا غوغائي؟ يا عزيزي الديرة اللي إنت عايش فيها فائضها تقريباً ١٦ مليون دينار كويتي! ممتاز، فلوسنا وين تروح؟ شفت المستشفيات ومرافقها والخدمات الطبية فيها؟ بذمتك هذا مستوى صحة يليق بميزانية الدولة؟ يالحبيب عيالنا يعانون يومياً في المستشفيات الحكومية بسبب الإهمال والأخطاء الطبية. راح تقول إنت تبالغ، والحالات هذي قليلة، معاك حق ما تصدقني لأنك عايش في حلم وردي أو چذبة وردية وصدقتها، عمي كان مريض بالسرطان، بعيد الشر عنكم، وبعد التشخيص والفحوصات بثلاث شهور قالوا له إنك مصاب بالسرطان في مراحله المتقدمة، المهم يا عم حالتك صعبة وعلاجك شبه مستحيل، تدرون وين عمي اليوم؟ عطاكم عمره، لكم طولة العمر إن شاء الله. لي هالدرجة المواطن رخيص؟ حسبي الله عليكم.

الإسكان، وما أدراك ما الإسكان! الديرة ما توفر لك بيوت، إي صح! تعطيك أرض في قلعة وادرين مع قرض بنفس القيمة من أكثر من ٣٠ سنة! طبعاً قلعة وادرين هذي بر خالي لا خدمات ولا أولويات المعيشة. أعيش طول عمري في بيت إيجار يكسر الظهر؟ شنو ذنبي إذا الله ما خلقني غني؟ طيب أنا مواطن وأمي الكويت لازم توفر لي العيش الكريم! يالغالي شنو هالأم اللي ما تحب عيالها؟! المهم الله لا يغيّر علينا. الله كريم!

على طاري توفير فرص عمل، ما أحتاج أطول معاك عزيزي المثالي، متخرج من كلية الهندسة، متفوق ولله الحمد، لكن أشتغل بالأوقاف، مع العلم، أعرف واحد ما عنده شهادة ثانوية يشغل منصب رئيس وزراء، الله لا يغيّر علينا.

تبي نتكلم عن الرياضة والفن؟ حلو، خبري بالفن من أيام درب الزلق، وأذكر الرياضة يوم فيصل الدخيل يمرر الكرة حق جاسم يعقوب وفي شباك المرمى! جيل ذهبي صح؟ طيب ليش ما نصير مثل قبل؟ الجواب عند الحكومة مو عندي. وإذا على طاري التعليم خلها على الله، مثلك شايف حال التعليم عندنا لي درجة إن الكويت للحين تصنّع بسكوت.

إممممم، إنت تعيش في بلد ديمقراطي، في عدالة ومساواة، ممتاز، أبيك تقنعني إنك كمواطن حالك من حال أصغر شخص يحمل في آخر اسمه "الصباح" وأنا أقنعك إن الماي الصليبي صالح للشرب!! فهمت كيف؟!

الشاهد من الكلام اللي قلته، عرفت ليش أنا معارض؟ عرفت ليش أنا غوغائي مثل ما حضرتك تقول عنّي؟ لأني كمواطن بسيط أحتاج قبل الفلوس إلى أمور كثيرة، أحتاج إلى عدالة ومساواة، أحتاج إلى حرية في كل شي مشروع، أحتاج إلى خدمات أساسية، أحتاج أعيش كمواطن حقيقي، أحتاج أحس إني فعلاً مصدر السلطات!!

الخميس، 25 أبريل 2013

صحوة الشعب

في السابق كان طموح المواطن أن يصل من يصوّت لهم إلى مجلس الأمة، لكي يمثلونه أمام الحكومة في المشاريع التي يتبناها المواطن، وهم يحملون غالباً نفس التوجّه والرأي. أبعد ما كان يحلم به المواطن البسيط هي التنمية. توفير وظائف شاغرة، حل جذري لمشكلة الإسكان، تطوير التعليم والصحة، وأحياناً ينظر في موضوع الرواتب أو العدالة الإقتصادية على الأقل في هذا البلد الغني. في بعض الأحيان تجد المواطن ينفّس عن غضبه وعما يدور في صدره في الرياضة، ولكن دون فائدة! الفساد موجود في البلد قبل وجود هذا المواطن البسيط. شاخ المواطن ولم يشيخ الفساد.

بعد حل مجلس ٢٠١٢ وبعد صدور مرسوم الصوت الواحد، تبدّل رأي الشارع مما ذكرت سلفاً إلى تبنّي قضايا جديدة. قضايا تنم عن صحوة كبيرة في تفكير الشعب. صار المواطن يردد شعارات جديدة، شعارات تفوق كل الشعارات التي تم ترديدها على مدى ٥٠ سنة. الشعب مصدر السلطات، صارت كثيرة التداول. حكومة منتخبة وإشهار الأحزاب! يا إخواني هذا كلام جديد على الساحة السياسية! التداول السلمي للسلطة؟ مخاصمة القضاء؟ حق لجوء الفرد للمحكمة الدستورية؟ كل هذه الأسئلة تم طرحها في الساحة من قبل الشباب. لن أجيب عن هذه الأسئلة، ولكنني واثق بأن هؤلاء الشباب مخلصين لهذا الوطن، هؤلاء الشباب على إستعداد لبذل الغالي والنفيس من أجل هذا الوطن.

بعد تداول الشعارات الجديدة، نجد ردود أفعال الحكومة غير مسؤولة وغبية إلى درجة السفاهة. تم التضييق على المغردين وسجن الشباب، تم زرع المراقبين في الدواوين والساحات وفي تويتر، تم ضرب الناس والتعدّي على كراماتهم، تمت محاكمة النوايا وتلفيق التهم، قامت الدولة بتسخير كل مؤسسات لتقف في وجه الشعب ومطالبه .. طبعاً كل ذلك بحجّة تطبيق القانون وإيجاد الحلول المناسبة لهذه الأزمة .. هل هذه حلول مناسبة يا عزيزي؟

رسالة إلى من يهمه الأمر، إذا كان ما يحدث في الكويت غير صحيح، أو خروج عن القانون كما تزعمون، اتمنى منكم نظرة جادّة إلى الأسباب لا إلى النتائج.

الاثنين، 8 أبريل 2013

فضفضة لا أكثر

ما زعل على الفساد وهدر المال العام، ما زعل يوم راحت فلوس الكويت للدول الثانية وهو أولى منهم فيها، ما زعل من تدني التعليم والصحة والإسكان والرياضة وزيادة البطالة في بلد غني، ما زعل من تحويل الكويت إلى عزبة، ما زعل من العبث بالدستور، ما زعل من إستخدام القانون بدلا عن تطبيقه، ما زعل من حقوق الناس اللي ضاعت، ما زعل من كرامة الشعب اللي تهان بإسم القانون، ما زعل من قتل البناي والميموني رحمهم الله، ما زعل من اللي قال عن الكويتيين اللي بالكويت أيام الغزو "خونة"، ما زعل من اللي قالت عن اللي بقوا بالكويت أيام الغزو "هيلق"، ما زعل من الرشاوي والإيداعات المليونية لكن زعل من كلام مسلم البراك في ندوة كفى عبثاً، خيب الله رجاكم يوم إنكم حرقتوا الكويت بس لأنكم تكرهون مسلم البراك.

الخميس، 14 مارس 2013

مدرسة المشاغبين

أجمل لحظات العمر تلك اللحظات التي عشناها أيام الدراسة، وكانت كل مدرسة تتميز بنظام خاص ونمط معين على حسب الإدارة. في غالب الأحيان كانت القوانين متشابهة بين المدارس، ومن يقوم بتطبيقها هو ما نسميه نحن "الناظر". الناظر هو شخص كان مدرس في يوم من الأيام، ومع مرور الوقت وإكتساب المزيد من الخبرات ومع التطور الوظيفي للمدرس تقوم وزارة التربية بإختيار ناظراً يمثلها في المدرسة وأحياناً يختارون الناظر بسبب اسمه أو معارفه، وهو من يدير شؤون المدرسين والطلبة، ويحافظ على مسيرة التعليم على أكمل وجه، وهو حلقة الوصل بين الطلبة والوزارة.

كنت أنا شخصياً طالب في ثانوية عامة في أحد المناطق التعليمية. كانت مرحلة الثانوية بالنسبة لي مرحلة جديدة في حياتي كطالب، حيث أنها آخر محطة في حياتي قبل بداية المستقبل الجديد، وقبل الإستقلالية بحكم الظروف الإجتماعية في الكويت أو من وجهة نظري الشخصية إن صح التعبير. ومع مرور الوقت والتعرّف على الطلاب والمدرسين قمت بتصنيفهم إلى مجموعات. الطلاب على سبيل المثال كان هناك المجتهد الذي على قدر جهده يحصد نتيجة الإمتياز، وكان هناك الطالب المشاغب الكسول الذي يحصل على نتيجة الإمتياز بطرق غير مشروعة عن طريق المدرسين أو الناظر دون علم الوزارة. وهناك الطالب المجتهد صاحب الحظ السيء والطالب الكسول الذي لا يحصل على شيء. الطالب المجتهد بذل الأسباب والمجهود وعمل كل ما هو ممكن بشكل قانوني حتى نال ما يستحق، لم يحصل على ما يريد بفضل المدرس أو الناظر، ولكن بفضل الله ثم بفضل مجهوده ومثابرته وكفاحه من أجل الإمتياز، لم يلتفت لبقية الطلبة ولم يقارن نفسه بهم، إنما قام بما يجب ولم يستسلم بغض النظر عن المشاكل التي يواجهها مع الطلبة أو مع المدرسين والناظر. لذلك كان هناك مجتهدان، مجتهد بذل الأسباب ولم يسكت عن حقوقه حتى نال ما يستحق، ومجتهد بذل الأسباب ولكنه سكت عن حقوقه حتى إنظلم ولم يحصد شيء، ولا عزاء لبقية الطلبة الذين ذكرتهم سالفاً ولن أتطرّق لهم لأنني لست في مجال المحاسبة.

الشاهد مما ذكرت يا شباب الحراك هو أننا يجب ألا نلعب غير دور الطالب المجتهد الذي بذل الأسباب ولم يغلق فمه عن حقوقه حتى نال ما يريد! ولو أننا نلتفت إلى المشاكل والتفاهات والقيل والقال لم نبرح مكاننا ساكنين، ولن نتطور ونتقدم إلى الأمام، ولن نحصل على ما نستحق من حقوق مسلوبة. إخواني وأخواتي في الحراك، لا تنزعجوا من أي مشكلة تحصل بيننا لأن الإختلاف هو أساس الديمقراطية وبالإختلاف نتميّز، والأخطاء هي التي تعلمنا الحلول والصلابة والثبات، ولا تنزعجوا من قلة العدد، فنحن نقاتل من أجل الفكرة والمبدأ والحقوق، ولا نقاتل من أجل العدد. ختاماً "لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه، قاله الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه.

ومضة سريعة!!

إن معركة الديمقراطية أطول مما نتوقع. من أقوال د. أحمد الربعي رحمه الله

إبراهيم عبداللطيف العثمان
١٤-٣-٢٠١٣

الجمعة، 18 يناير 2013

هذه الأرض لنا

بمجرد أن نأخذ فترة للراحة والنقاهة من الأوضاع الراهنة، إلا وقد ظهر لنا شخص بعيد عن الواقع الذي نعيشه كشعب، وبكل غباء يقوم بضرب الشعب وتفكيك النسيج الإجتماعي بكلمات لا يُلقي لها بال تهوي بنا من دولة دستور وحداثة إلى إمارة مشيخة وتخلّف. دولة الكويت مدنية يحكمها الدستور من خمسين عام، دستور ناضل من أجله الأجداد، دستور يحفظ حقوق عامة الشعب، دستور ثبّت أسرة الحكم مُتمثلة في ذرية مبارك. لا أعلم غير أن الإعتبار يكون لسمو الأمير وسمو ولي العهد فقط، أما غيرهم من أسرة الصباح فهم وعامة الشعب سواء، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، لا أقل ولا أكثر.

يقول الشاعر أحمد مطر:

يا شرفاء هذه الأرض لنا..
الزرع فوقها لنا..
والنفط تحتها لنا..
وكل ما فيها بماضيها وآتيها لنا..

نعم كل ما فيها لنا! نحن الشعب مصدر السلطات جميعاً، نحن الشعب شركاء في الحكم والمال. لا نقبل أنا يخرج لنا شخص، ينظر لنا بطرف عينه من برجه العاجي، وقد منّ الله عليه بالخير، يتفوّه علينا بأبشع الألفاظ وأكثرها عنصرية، وقد ملأ قلبه الغِلّ والغرور. ليكن في علمك يا عنصري الفكر والكلام أن بقاء الدول وبقاء الحكام من بقاء الشعوب. "يا شعب الكويت العظيم" هذا ما قيل لنا في غزو العراق الغاشم على وطننا الكويت. شعب الكويت سطّر أجمل وأروع أمثلة الوفاء والتضحية والشجاعة في سبيل الوطن، شعب ضحّى بالغالي والنفيس. في ذلك اليوم أمتزجت دماء الشهداء من شيعة وسنة وبدو وحضر في سبيل حرية وكرامة هذا الوطن. واليوم يخرج لنا شخص لم يكن في الكويت أثناء الغزو ليقول عنا بنفسه العنصري البغيض "مزدوجون ومندسون ولفو وليسوا كويتيين أصلاء"!!! من أنت يا هذا لتقول عن هذا الشعب الأبي كل ما ذكرت؟!

يا صاحب التصريح العنصري، هل تعلم كم عدد الأسرى؟ هل تعلم اسم كل أسير؟ هل تعلم كم عدد الشهداء؟ بل هل تعلم اسم كل شهيد؟ سأعطيك درس في الوطنية وبالمجان! الشهيد يوسف الفلاح "حضري" الشهيدة سناء الفودري "شيعية" الشهيد مبارك النوت "بدوي" الشهيدة أسرار القبندي "سنية" رحمهم الله جميعاً، والأمثلة كثيرة تفوق تصورك المحدود ونظرتك الفئوية لنا. كل هؤلاء الأبطال قاموا بالتضحية بالدم من أجل هذا الوطن وشعبه! ألم تتعلم أن هذا الشعب وفي ومخلص؟ ألم تتعلم أن هذا الشعب لا يستحق إلا الإحترام والتقدير والوفاء؟ أقسم بالله أنني أخجل أن أكتب فيك حرفاً لأنك لا تستحقه! ولكن هذا الشعب العظيم لا يجب إلا أن أدافع عنه!! وعزائي الوحيد هو أن علماء النفس أثبتوا أن العنصرية مرض نفسي مزمن، وتعبير عن عقد نفسية من بينها عقدة النقص نتيجة إفلاس فكري وسياسي. شفاك الله وعفاك.

في الختام، يا أيها "المثالي" يا أيها "العالمي" ويا أيها "المربي الفاضل" كما تصفك وسائل الإعلام، كلماتك لديها القوة والتأثير، لذلك إستخدمها بحكمة. وقفة سريعة! في تلك البلاد البعيدة شيء غريب، في تلك البلاد البعيدة تُصدّر القوانين لكي تُكسر، في تلك البلاد البعيدة تقوم مؤسسات الدولة بإذلال مواطنيها. من أقوال الدكتور أحمد الربعي رحمة الله عليه

إبراهيم عبداللطيف العثمان
@I_ALOthman

الثلاثاء، 8 يناير 2013

تبّت يدا أبي لهبٍ وتبّ!!

غريب أمر هذه السلطة، فهي تغطي قمع الداخلية وتبرره، والداخلية بدورها تغطي تجاوزات الحكومة على حساب الشعب، والضحية مواطن مطحون بين سلطة وداخلية، فهو بسيط يطالب بحقوقه سلمياً لا أكثر. ما يقلقني هو إرتفاع أسهم القمع المُبالغ فيه، ولا أجدد مبرراً لذلك إلا أن السلطة بدأت تفقد السيطرة عن طريق ممارساتها الخاطئة.

في نهار الأحد السابق، مواطنون يدعون للمشاركة في مسيرة كرامة وطن، وكل شخص منهم له شعاراته الخاصة ومطالبه المستحقة. شعب غاضب جداً، والسبب هي وزارة الداخلية الغبية وكل مسؤول فيها على رأسهم الوزير. قاموا بتلفيق تهم كيدية تخوض في النوايا بحق إخواني راشد العنزي وعياد الحربي، الأول قال قبل الحكم "إنني ذاهبٌ إلى حريتي، وأنتم شاركوا في مسيرة كرامة وطن لتنالوا حريتكم" والآخر قال "أحبك يا وطني". الله أكبر! ولا يزال صدى صوت الحق، صوت راشد وعياد يرن في مسامعي كل دقيقة. ذهب الناس في المساء للمشاركة في المسيرة دفاعاً عن وطن وكرامته، نصرةً للدستور الذي عبثت به السلطة، وهم محروقِ القلب على وطن، وعلى راشد وعياد. كالعادة، أفراد القوات الخاصة قاموا بقمع الناس مستخدمين القنابل الدخانية والصوتية، الرصاص المطاطي، والهراوات، وكل فرد فيهم يخفي الخوف والخزي والعار الذين بداخله خلف قناع أسود. في أثناء الفوضى التي أحدثتها الداخلية في منطقة قرطبة وجدت دكتورة في جامعة الكويت كلية الهندسة، الدكتورة رواء الجارالله تقول بكل فخر وإعتزاز "بحمد الله تشرفت بأول رصاصة مطاطية"!! أيعقل ذلك؟ رجل يخفي وجهه خجلاً خلف قناع، وإمرأة بكل فخر تحمد الله على ما أصابها، أختي رواء أنتي وسام على صدري وعن ألف رجل، ونحن من تشرفنا بكِ. موقف غريب جداً، بعد فض المسيرة توجهت إلى مخفر السرة، مروراً بثلاث نقاط أمنية وكأنني في غزو، للإطمئنان على إخواني المعتقلين فقامت القوات الخاصة بطردنا من المخفر تحت تهديدنا بالإعتقال والضرب، وبعد مغادرتي المخفر، وبين البيوت في منطقة السرة وجدت ما يزيد عن ١٠ أفراد من القوات الخاصة يطاردون ٥ شباب لا تتجاوز أعمارهم ١٥ سنة. هل هذه حقيقة؟ هل أنا في الكويت؟ ما هو الداعي لكل ما ذكرت؟ جواب واحد مؤمن به بشكل شخصي، السلطة تخاف الشعب.

ختامها مسك، مسك لأنها مع البطلان سلام وضاري الرجيب، الداخلية تضرب ضاري، وسلام بدوره يلقي نفسه فوق أخاه ليحميه من بطشهم، وسط هذه المعمعة أسمع صوت سلام صارخاً "أنا كويتي ما أنكسر" أربع كلمات قالها سلام هزّتني، وهزّت كثير من الناس، أربع كلمات من سلام أيقظت الشعور في قلوب الكثير! لله درك يا بطل، ولله در أم سلام فقد أنجبت بطلاً بحق، ولساني عاجز عن وصف الموقف بأكمل وجه، إلا أنك يا سلام تمثلني بكل فخر. لقد تعلمت باكراً أن الحق لا يُعطى لمن يسكت عنه، وأن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد! من أقوال مالكوم أكس. لذلك نحن مستمرون في حراكنا حتى "ننتزع" جميع حقوقنا.

إبراهيم عبداللطيف العثمان
08-01-2013

الثلاثاء، 1 يناير 2013

خارج السِرب .. إخواني مُعتَقَلين!!

لا أريد تفسيراً للحقيقة لأنها بالحقيقة ليس لها تفسير، ولا أبحث عن المثالية فيما أكتب لأنني على يقين بإن المثالية موجودة في الأحلام أو عالم إفتراضي بعيد عن الواقع الذي نعيشه على الأقل هذه قناعتي. يؤسفني جداً أنني أكتب منتقداً لا مادحاً في مثل هذه الظروف التي لا تدعوا للتفاؤل، ولكنني متمسك ببعض الأمل، إيماني يقول لي أن هنالك نقطة نور في نهاية هذا النفق المظلم.

كلنا يعلم أن السجن وُضع للمجرمين وقاطعين الطُرُق، وكذلك نحن على علم بأن العقاب وُجد لكل من يرتكب الأخطاء، أو من يتعدّى على القانون. نعم لتطبيق القانون على الجميع، نعم للعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات، ولكن لا واجبات بلا حقوق كما ذكر بعض الإخوان. قصة قريبة جداً، تجلّت فيها الوحشية بأبشع صورها، الشهيد بإذن الله محمد غزاي الميموني ونحسبه كذلك رحمه الله مات على يد رجال الأمن تحت تأثير التعذيب وإنتهاك حرمة النفس وحقوق الإنسان، قُتل مظلوماً على يد من ينبغي لهم حفظ الأمن والناس وتطبيق القانون، قُتل على يد من كنا نقول بأنهم العين الساهرة في سبيل توفير الأمن، مع العلم هذا تكليف وليس بتشريف! وحكمت المحكمة على المتهمين بالسجن المؤبد كأقصى عقوبة على البعض وما دونها.

هؤلاء نُودعهم السجن، مع من سرق المال العام، وإستخدم القانون لصالح تحقيق رغباته، مع من قام بتهريب الديزل، وإقتحم الإتحاد، ومن قام بإستيراد لحوم فاسدة، وبعض تجار الخمور والمخدرات الذين لم يدخلوا السجن لأسباب أجهلها. السجن يا سلطة ليس مكاناً للشباب الوطني المخلص!! السجن مكان حثالة المجتمع، ويا سلطة تعلمين من هو المقصود!! إخواني في السجن بسبب تُهم مُلفّقة، إخواني مظلومين مظلومين مظلومين!!

يا سلطة، أنتي لا تعرفين قدر كلٍ من خالد الفضالة وراشد الفضالة وفهد القبندي وعبدالله الرسام لأنهم يزعجونكِ بإخلاصهم وإصرارهم، هؤلاء شباب ضحّوا بالغالي والنفيس من أجل وطن وكرامة شعب، لا لشهرة ولا لمال، ولم يخرجوا يوماً على الدستور. أنا شخصياً أجدهم في كل المواقف والأزمات صامدين مع الحق، وناصرين لكل مظلوم، يطالبون بالإصلاح والعدالة، متبنين لمشروع وطني خالص، شعارهم دوماً سلمية سلمية. في كل عمل وطني أجدهم سبّاقين إليه، يسعون إلى رفعة هذا الوطن الجميل، ولسان حالهم يقول: سأراك كما أهواك يا وطني. واليوم هذا الشباب الشامخ، إخواني في السجن يرفضون دفع الكفالة ثمناً لحريتهم من أجل رفع الظلم عن الباقي، من منّا يملك الشجاعة لذلك؟! إذاً نحن لا نُلام في حبهم! خالد، راشد، فهد، وعبدالله إخوان لنا ولدتهم الأيام والمواقف البطولية.

في الختام، أعلم تماماً أن لسان حال إخواني في السجن يقول: إذا لم نحترق أنت وأنا فمن سيُنير الطريق؟ اللهم انصرهم وعجّل في فرجهم .. اللهم آمين

إبراهيم عبداللطيف العثمان
1-1-2013