الخميس، 25 أبريل 2013

صحوة الشعب

في السابق كان طموح المواطن أن يصل من يصوّت لهم إلى مجلس الأمة، لكي يمثلونه أمام الحكومة في المشاريع التي يتبناها المواطن، وهم يحملون غالباً نفس التوجّه والرأي. أبعد ما كان يحلم به المواطن البسيط هي التنمية. توفير وظائف شاغرة، حل جذري لمشكلة الإسكان، تطوير التعليم والصحة، وأحياناً ينظر في موضوع الرواتب أو العدالة الإقتصادية على الأقل في هذا البلد الغني. في بعض الأحيان تجد المواطن ينفّس عن غضبه وعما يدور في صدره في الرياضة، ولكن دون فائدة! الفساد موجود في البلد قبل وجود هذا المواطن البسيط. شاخ المواطن ولم يشيخ الفساد.

بعد حل مجلس ٢٠١٢ وبعد صدور مرسوم الصوت الواحد، تبدّل رأي الشارع مما ذكرت سلفاً إلى تبنّي قضايا جديدة. قضايا تنم عن صحوة كبيرة في تفكير الشعب. صار المواطن يردد شعارات جديدة، شعارات تفوق كل الشعارات التي تم ترديدها على مدى ٥٠ سنة. الشعب مصدر السلطات، صارت كثيرة التداول. حكومة منتخبة وإشهار الأحزاب! يا إخواني هذا كلام جديد على الساحة السياسية! التداول السلمي للسلطة؟ مخاصمة القضاء؟ حق لجوء الفرد للمحكمة الدستورية؟ كل هذه الأسئلة تم طرحها في الساحة من قبل الشباب. لن أجيب عن هذه الأسئلة، ولكنني واثق بأن هؤلاء الشباب مخلصين لهذا الوطن، هؤلاء الشباب على إستعداد لبذل الغالي والنفيس من أجل هذا الوطن.

بعد تداول الشعارات الجديدة، نجد ردود أفعال الحكومة غير مسؤولة وغبية إلى درجة السفاهة. تم التضييق على المغردين وسجن الشباب، تم زرع المراقبين في الدواوين والساحات وفي تويتر، تم ضرب الناس والتعدّي على كراماتهم، تمت محاكمة النوايا وتلفيق التهم، قامت الدولة بتسخير كل مؤسسات لتقف في وجه الشعب ومطالبه .. طبعاً كل ذلك بحجّة تطبيق القانون وإيجاد الحلول المناسبة لهذه الأزمة .. هل هذه حلول مناسبة يا عزيزي؟

رسالة إلى من يهمه الأمر، إذا كان ما يحدث في الكويت غير صحيح، أو خروج عن القانون كما تزعمون، اتمنى منكم نظرة جادّة إلى الأسباب لا إلى النتائج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق