الجمعة، 18 يناير 2013

هذه الأرض لنا

بمجرد أن نأخذ فترة للراحة والنقاهة من الأوضاع الراهنة، إلا وقد ظهر لنا شخص بعيد عن الواقع الذي نعيشه كشعب، وبكل غباء يقوم بضرب الشعب وتفكيك النسيج الإجتماعي بكلمات لا يُلقي لها بال تهوي بنا من دولة دستور وحداثة إلى إمارة مشيخة وتخلّف. دولة الكويت مدنية يحكمها الدستور من خمسين عام، دستور ناضل من أجله الأجداد، دستور يحفظ حقوق عامة الشعب، دستور ثبّت أسرة الحكم مُتمثلة في ذرية مبارك. لا أعلم غير أن الإعتبار يكون لسمو الأمير وسمو ولي العهد فقط، أما غيرهم من أسرة الصباح فهم وعامة الشعب سواء، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، لا أقل ولا أكثر.

يقول الشاعر أحمد مطر:

يا شرفاء هذه الأرض لنا..
الزرع فوقها لنا..
والنفط تحتها لنا..
وكل ما فيها بماضيها وآتيها لنا..

نعم كل ما فيها لنا! نحن الشعب مصدر السلطات جميعاً، نحن الشعب شركاء في الحكم والمال. لا نقبل أنا يخرج لنا شخص، ينظر لنا بطرف عينه من برجه العاجي، وقد منّ الله عليه بالخير، يتفوّه علينا بأبشع الألفاظ وأكثرها عنصرية، وقد ملأ قلبه الغِلّ والغرور. ليكن في علمك يا عنصري الفكر والكلام أن بقاء الدول وبقاء الحكام من بقاء الشعوب. "يا شعب الكويت العظيم" هذا ما قيل لنا في غزو العراق الغاشم على وطننا الكويت. شعب الكويت سطّر أجمل وأروع أمثلة الوفاء والتضحية والشجاعة في سبيل الوطن، شعب ضحّى بالغالي والنفيس. في ذلك اليوم أمتزجت دماء الشهداء من شيعة وسنة وبدو وحضر في سبيل حرية وكرامة هذا الوطن. واليوم يخرج لنا شخص لم يكن في الكويت أثناء الغزو ليقول عنا بنفسه العنصري البغيض "مزدوجون ومندسون ولفو وليسوا كويتيين أصلاء"!!! من أنت يا هذا لتقول عن هذا الشعب الأبي كل ما ذكرت؟!

يا صاحب التصريح العنصري، هل تعلم كم عدد الأسرى؟ هل تعلم اسم كل أسير؟ هل تعلم كم عدد الشهداء؟ بل هل تعلم اسم كل شهيد؟ سأعطيك درس في الوطنية وبالمجان! الشهيد يوسف الفلاح "حضري" الشهيدة سناء الفودري "شيعية" الشهيد مبارك النوت "بدوي" الشهيدة أسرار القبندي "سنية" رحمهم الله جميعاً، والأمثلة كثيرة تفوق تصورك المحدود ونظرتك الفئوية لنا. كل هؤلاء الأبطال قاموا بالتضحية بالدم من أجل هذا الوطن وشعبه! ألم تتعلم أن هذا الشعب وفي ومخلص؟ ألم تتعلم أن هذا الشعب لا يستحق إلا الإحترام والتقدير والوفاء؟ أقسم بالله أنني أخجل أن أكتب فيك حرفاً لأنك لا تستحقه! ولكن هذا الشعب العظيم لا يجب إلا أن أدافع عنه!! وعزائي الوحيد هو أن علماء النفس أثبتوا أن العنصرية مرض نفسي مزمن، وتعبير عن عقد نفسية من بينها عقدة النقص نتيجة إفلاس فكري وسياسي. شفاك الله وعفاك.

في الختام، يا أيها "المثالي" يا أيها "العالمي" ويا أيها "المربي الفاضل" كما تصفك وسائل الإعلام، كلماتك لديها القوة والتأثير، لذلك إستخدمها بحكمة. وقفة سريعة! في تلك البلاد البعيدة شيء غريب، في تلك البلاد البعيدة تُصدّر القوانين لكي تُكسر، في تلك البلاد البعيدة تقوم مؤسسات الدولة بإذلال مواطنيها. من أقوال الدكتور أحمد الربعي رحمة الله عليه

إبراهيم عبداللطيف العثمان
@I_ALOthman

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق