الثلاثاء، 8 يناير 2013

تبّت يدا أبي لهبٍ وتبّ!!

غريب أمر هذه السلطة، فهي تغطي قمع الداخلية وتبرره، والداخلية بدورها تغطي تجاوزات الحكومة على حساب الشعب، والضحية مواطن مطحون بين سلطة وداخلية، فهو بسيط يطالب بحقوقه سلمياً لا أكثر. ما يقلقني هو إرتفاع أسهم القمع المُبالغ فيه، ولا أجدد مبرراً لذلك إلا أن السلطة بدأت تفقد السيطرة عن طريق ممارساتها الخاطئة.

في نهار الأحد السابق، مواطنون يدعون للمشاركة في مسيرة كرامة وطن، وكل شخص منهم له شعاراته الخاصة ومطالبه المستحقة. شعب غاضب جداً، والسبب هي وزارة الداخلية الغبية وكل مسؤول فيها على رأسهم الوزير. قاموا بتلفيق تهم كيدية تخوض في النوايا بحق إخواني راشد العنزي وعياد الحربي، الأول قال قبل الحكم "إنني ذاهبٌ إلى حريتي، وأنتم شاركوا في مسيرة كرامة وطن لتنالوا حريتكم" والآخر قال "أحبك يا وطني". الله أكبر! ولا يزال صدى صوت الحق، صوت راشد وعياد يرن في مسامعي كل دقيقة. ذهب الناس في المساء للمشاركة في المسيرة دفاعاً عن وطن وكرامته، نصرةً للدستور الذي عبثت به السلطة، وهم محروقِ القلب على وطن، وعلى راشد وعياد. كالعادة، أفراد القوات الخاصة قاموا بقمع الناس مستخدمين القنابل الدخانية والصوتية، الرصاص المطاطي، والهراوات، وكل فرد فيهم يخفي الخوف والخزي والعار الذين بداخله خلف قناع أسود. في أثناء الفوضى التي أحدثتها الداخلية في منطقة قرطبة وجدت دكتورة في جامعة الكويت كلية الهندسة، الدكتورة رواء الجارالله تقول بكل فخر وإعتزاز "بحمد الله تشرفت بأول رصاصة مطاطية"!! أيعقل ذلك؟ رجل يخفي وجهه خجلاً خلف قناع، وإمرأة بكل فخر تحمد الله على ما أصابها، أختي رواء أنتي وسام على صدري وعن ألف رجل، ونحن من تشرفنا بكِ. موقف غريب جداً، بعد فض المسيرة توجهت إلى مخفر السرة، مروراً بثلاث نقاط أمنية وكأنني في غزو، للإطمئنان على إخواني المعتقلين فقامت القوات الخاصة بطردنا من المخفر تحت تهديدنا بالإعتقال والضرب، وبعد مغادرتي المخفر، وبين البيوت في منطقة السرة وجدت ما يزيد عن ١٠ أفراد من القوات الخاصة يطاردون ٥ شباب لا تتجاوز أعمارهم ١٥ سنة. هل هذه حقيقة؟ هل أنا في الكويت؟ ما هو الداعي لكل ما ذكرت؟ جواب واحد مؤمن به بشكل شخصي، السلطة تخاف الشعب.

ختامها مسك، مسك لأنها مع البطلان سلام وضاري الرجيب، الداخلية تضرب ضاري، وسلام بدوره يلقي نفسه فوق أخاه ليحميه من بطشهم، وسط هذه المعمعة أسمع صوت سلام صارخاً "أنا كويتي ما أنكسر" أربع كلمات قالها سلام هزّتني، وهزّت كثير من الناس، أربع كلمات من سلام أيقظت الشعور في قلوب الكثير! لله درك يا بطل، ولله در أم سلام فقد أنجبت بطلاً بحق، ولساني عاجز عن وصف الموقف بأكمل وجه، إلا أنك يا سلام تمثلني بكل فخر. لقد تعلمت باكراً أن الحق لا يُعطى لمن يسكت عنه، وأن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد! من أقوال مالكوم أكس. لذلك نحن مستمرون في حراكنا حتى "ننتزع" جميع حقوقنا.

إبراهيم عبداللطيف العثمان
08-01-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق