الثلاثاء، 1 يناير 2013

خارج السِرب .. إخواني مُعتَقَلين!!

لا أريد تفسيراً للحقيقة لأنها بالحقيقة ليس لها تفسير، ولا أبحث عن المثالية فيما أكتب لأنني على يقين بإن المثالية موجودة في الأحلام أو عالم إفتراضي بعيد عن الواقع الذي نعيشه على الأقل هذه قناعتي. يؤسفني جداً أنني أكتب منتقداً لا مادحاً في مثل هذه الظروف التي لا تدعوا للتفاؤل، ولكنني متمسك ببعض الأمل، إيماني يقول لي أن هنالك نقطة نور في نهاية هذا النفق المظلم.

كلنا يعلم أن السجن وُضع للمجرمين وقاطعين الطُرُق، وكذلك نحن على علم بأن العقاب وُجد لكل من يرتكب الأخطاء، أو من يتعدّى على القانون. نعم لتطبيق القانون على الجميع، نعم للعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات، ولكن لا واجبات بلا حقوق كما ذكر بعض الإخوان. قصة قريبة جداً، تجلّت فيها الوحشية بأبشع صورها، الشهيد بإذن الله محمد غزاي الميموني ونحسبه كذلك رحمه الله مات على يد رجال الأمن تحت تأثير التعذيب وإنتهاك حرمة النفس وحقوق الإنسان، قُتل مظلوماً على يد من ينبغي لهم حفظ الأمن والناس وتطبيق القانون، قُتل على يد من كنا نقول بأنهم العين الساهرة في سبيل توفير الأمن، مع العلم هذا تكليف وليس بتشريف! وحكمت المحكمة على المتهمين بالسجن المؤبد كأقصى عقوبة على البعض وما دونها.

هؤلاء نُودعهم السجن، مع من سرق المال العام، وإستخدم القانون لصالح تحقيق رغباته، مع من قام بتهريب الديزل، وإقتحم الإتحاد، ومن قام بإستيراد لحوم فاسدة، وبعض تجار الخمور والمخدرات الذين لم يدخلوا السجن لأسباب أجهلها. السجن يا سلطة ليس مكاناً للشباب الوطني المخلص!! السجن مكان حثالة المجتمع، ويا سلطة تعلمين من هو المقصود!! إخواني في السجن بسبب تُهم مُلفّقة، إخواني مظلومين مظلومين مظلومين!!

يا سلطة، أنتي لا تعرفين قدر كلٍ من خالد الفضالة وراشد الفضالة وفهد القبندي وعبدالله الرسام لأنهم يزعجونكِ بإخلاصهم وإصرارهم، هؤلاء شباب ضحّوا بالغالي والنفيس من أجل وطن وكرامة شعب، لا لشهرة ولا لمال، ولم يخرجوا يوماً على الدستور. أنا شخصياً أجدهم في كل المواقف والأزمات صامدين مع الحق، وناصرين لكل مظلوم، يطالبون بالإصلاح والعدالة، متبنين لمشروع وطني خالص، شعارهم دوماً سلمية سلمية. في كل عمل وطني أجدهم سبّاقين إليه، يسعون إلى رفعة هذا الوطن الجميل، ولسان حالهم يقول: سأراك كما أهواك يا وطني. واليوم هذا الشباب الشامخ، إخواني في السجن يرفضون دفع الكفالة ثمناً لحريتهم من أجل رفع الظلم عن الباقي، من منّا يملك الشجاعة لذلك؟! إذاً نحن لا نُلام في حبهم! خالد، راشد، فهد، وعبدالله إخوان لنا ولدتهم الأيام والمواقف البطولية.

في الختام، أعلم تماماً أن لسان حال إخواني في السجن يقول: إذا لم نحترق أنت وأنا فمن سيُنير الطريق؟ اللهم انصرهم وعجّل في فرجهم .. اللهم آمين

إبراهيم عبداللطيف العثمان
1-1-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق